للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام (١)؛ بل ويقع هذا لبعض الشهداء رضي الله عنهم. أما من روى حديث عبد الله البهي ليغض به من منصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا زنديق، بل لو روى الشخص حديث: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - سحر (٢)،

وحاول بذلك تنقصا كفر وتزندق؛ وكذا لو روى حديث أنه سلم من اثنتين (٣)، وقال: ما درى كم صلى يقصد بقوله شينه ونحو ذلك كفر؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون (٤)؛ فالغلو والإطراء منهي عنه، والأدب والتوقير واجب، فإذا اشتبه الإطراء بالتوقير توقف العالم وتورع، وسأل من هو أعلم منه حتى يتبين له الحق، فيقول به، وإلا فالسكوت واسع له، ويكفيه التوقير المنصوص عليه في أحاديث لا تحصى، وكذا يكفيه مجانبة الغلو الذي ارتكبه النصارى في عيسى؛ ما رضوا له بالنبوة حتى رفعوه إلى الإلهية وإلى الوالدية، وانتهكوا رتبة الربوبية الصمدية، فضلوا وخسروا؛ فإن إطراء رسول


(١) أحمد (٤/ ٨) وأبو داود (١/ ٦٣٥/١٠٤٧) واللفظ له. والنسائي (٣/ ١٠١ - ١٠٢/ ١٣٧٣) وابن ماجه (١/ ٣٤٥/١٠٨٥) من حديث أوس بن أوس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي. قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون بليت، فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء. وصححه ابن خزيمة (٣/ ١١٨/١٧٣٣) وابن حبان (٣/ ١٩٠ - ١٩١/ ٩١٠) والحاكم (١/ ٢٧٨) على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
(٢) أحمد (٦/ ٦٣ - ٩٦) والبخاري (١٠/ ٢٧٢/٥٧٦٣) ومسلم (٤/ ١٧١٩ - ١٧٢٠/ ٢١٨٩) من حديث عائشة رضي الله عنها ..
(٣) أحمد (٢/ ٢٤٨) والبخاري (٢/ ٢٦١/٧١٤) ومسلم (١/ ٤٠٣/٥٧٣) وأبو داود (١/ ٦١٢ - ٦١٤/ ١٠٠٨) والترمذي (٢/ ٢٤٧/٣٩٩) والنسائي (٣/ ٢٦ - ٢٧/ ١٢٢٤) وابن ماجه (١/ ٣٨٣/١٢١٤) من حديث أبي هريرة.
(٤) أحمد (١/ ٤٢٤) والبخاري (١/ ٦٦٣/٤٠١) ومسلم (١/ ٤٠٠/٥٧٢) وأبو داود (١/ ٦٢٠/١٠٢٠) والنسائي (٣/ ٣٣/١٢٤١) وابن ماجه (١/ ٣٨٠/١٢٠٣) من حديث عبد الله بن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>