للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (٢٣)} (١) ولا ينفعه ذلك لعموم قوله: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (١٦٧)} (٢) ولقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (٣) إلى غير ذلك، وفي المسألة بحث عندي أفردتها في جزء. (٤)

- وقال في محمد بن كرام: محمد بن كرام السجستاني المبتدع، شيخ الكرامية، كان زاهدا عابدا ربانيا، بعيد الصيت، كثير الأصحاب، ولكنه يروي الواهيات كما قال ابن حبان. خذل حتى التقط من المذاهب أرداها، ومن الأحاديث أوهاها، ثم جالس الجويباري، وابن تميم، ولعلهما قد وضعا مئة ألف حديث، وأخذ التقشف عن أحمد بن حرب. قلت: كان يقول: الإيمان هو نطق اللسان بالتوحيد، مجرد عن عقد قلب، وعمل جوارح. وقال خلق من الأتباع له: بأن الباري جسم لا كالأجسام، وأن النبي تجوز منه الكبائر سوى الكذب. وقد سجن ابن كرام، ثم نفي. وكان ناشفا عابدا، قليل العلم. قال الحاكم: مكث في سجن نيسابور ثماني سنين، ومات بأرض بيت المقدس سنة خمس وخمسين ومئتين. وكانت الكرامية كثيرين بخراسان. ولهم تصانيف، ثم قلوا وتلاشوا. نعوذ بالله من الأهواء. (٥)

- عن أحمد الدورقي: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين


(١) النبأ الآية (٢٣).
(٢) البقرة الآية (١٦٧).
(٣) النساء الآية (١٦٩).
(٤) السير (١٨/ ١٢٦).
(٥) السير (١١/ ٥٢٣ - ٥٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>