للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال -يعني الغزالي-: ميزان الأعمال معيار يعبر عنه بالميزان، وإن كان لا يساوي ميزان الأعمال ميزان الجسم الثقيل، كميزان الشمس، وكالمسطرة التي هي ميزان السطور، وكالعروض ميزان الشعر.

قلت: بل ميزان الأعمال له كفتان، كما جاء في الصحيح (١)، وهذا المعتقد -يشير إلى ما نقله الغزالي- غالبه صحيح، وفيه مما لم أفهمه، وبعضه فيه نزاع بين أهل المذاهب، ويكفي المسلم في الإيمان أن يؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والقدر خيره وشره، والبعث بعد الموت، وأن الله ليس كمثله شيء أصلا، وأن ما ورد من صفاته المقدسة حق، يمر كما جاء، وأن القرآن كلام الله وتنزيله، وأنه غير مخلوق، إلى أمثال ذلك مما أجمعت عليه الأمة، ولا عبرة بمن شذ منهم، فإن اختلفت الأمة في شيء من مشكل أصول دينهم، لزمنا فيه الصمت، وفوضناه إلى الله، وقلنا: الله ورسوله أعلم، ووسعنا فيه السكوت. فرحم الله الإمام أبا حامد، فأين مثله في علومه وفضائله، ولكن لا ندعي عصمته من الغلط والخطأ، ولا تقليد في الأصول. (٢)

- وهو القائل في كتاب السنة -أي القصاب-: كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصف بها نبيه فهي صفة حقيقة لا مجازا. قلت: نعم، لو كانت


(١) أحمد (٢/ ٢١٣؛٢٢١ - ٢٢٢) والترمذي (٥/ ٢٥/٢٦٣٩) وقال: "هذا حديث حسن غريب" وابن ماجه (٢/ ١٤٣٧/٤٣٠٠) وابن حبان (١/ ٤٦١ - ٤٦٢/ ٢٢٥ الإحسان) والحاكم (١/ ٦؛٥٢٩) وقال في الموطن الأول: "صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي، وقال في الموطن الثاني: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. كلهم من طرق عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر حديث البطاقة.
(٢) السير (١٩/ ٣٤٥ - ٣٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>