للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث المتواتر: «أنه يخرج من النار من في قلبه وزن ذرة من إيمان» (١).

وكذلك شعب النفاق من الكذب، والخيانة، والفجور، والغدر، والرياء، وطلب العلم ليقال، وحب الرئاسة والمشيخة، وموادة الفجار والنصارى. فمن ارتكبها كلها وكان في قلبه غل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو حرج من قضاياه، أو يصوم رمضان غير محتسب، أو يجوز أن دين النصاري أو اليهود دين مليح ويميل إليهم؛ فهذا لا ترتب في أنه كامل النفاق، وأنه في الدرك الأسفل من النار، وصفاته الممقوتة عديدة في الكتاب والسنة من قيامه إلى الصلاة كسلان، وأدائه الزكاة وهو كاره، وإن عامل الناس فبالمكر والخديعة، قد اتخذ إسلامه جنة، نعوذ بالله من النفاق، فقد خافه سادة الصحابة على نفوسهم.

فإن كان فيه شعبة من نفاق الأعمال، فله قسط من المقت حتى يدعها ويتوب منها، أما من كان في قلبه شك من الإيمان بالله ورسوله، فهذا ليس بمسلم، وهو من أصحاب النار، كما أن من في قلبه جزم بالإيمان بالله ورسله وملائكته وكتبه وبالمعاد، وإن اقتحم الكبائر فإنه ليس بكافر، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} (٢).

وهذه مسألة كبيرة جليلة قد صنف فيها العلماء كتبا، وجمع فيها الإمام


(١) أحمد (٣/ ٩٤) والبخاري (١٣/ ٥١٧ - ٥١٩/ ٧٤٣٩) ومسلم (١/ ١٦٧ - ١٧١/ ١٨٣) والترمذي (٤/ ٦١٥/٢٥٩٨) وقال: "حديث حسن صحيح". والنسائي (٨/ ٤٨٦ - ٤٨٧/ ٥٠٢٥) وابن ماجه (١/ ٢٣/٦٠) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٢) التغابن الآية (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>