للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل السنة فيحضون على الاجتهاد في العمل، وليس به النجاة وحده دون رحمة الله. وكان عبد الواحد لا يطلق: إن الله يضل العباد، تنزيها له، وهذه بدعة. (١)

- وفيها: عن أبي عوانة قال: دخلت على همام بن يحيى وهو مريض، أعوده، فقال لي: يا أبا عوانة، ادع الله أن لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار. فقلت: إن الأجل قد فرغ منه، فقال لي: أنت بعد في ضلالك.

قال الذهبي: بئس المقال هذا، بل كل شيء بقدر سابق، ولكن وإن كان الأجل قد فرغ منه، فإن الدعاء بطول البقاء قد صح. دعا الرسول - صلى الله عليه وسلم - لخادمه أنس بطول العمر (٢)،

والله يمحو ما يشاء ويثبت. فقد يكون طول العمر في علم الله مشروطا بدعاء مجاب، كما أن طيران العمر قد يكون بأسباب جعلها من جور وعسف، و «لا يرد القضاء إلا الدعاء» (٣) والكتاب الأول، فلا يتغير. (٤)


(١) السير (٧/ ١٨٠).
(٢) أخرجه بلفظ: «وأطل عمره»: البخاري في الأدب المفرد (٦٥٣) (انظر صحيح الأدب (٢٤٣ - ٢٤٤)) وابن سعد في الطبقات (٧/ ١٩) والفسوي في المعرفة (٢/ ٥٣٢).

وأخرجه بدونها: أحمد (٣/ ١٠٨) والبخاري (١١/ ١٧٤/٦٣٤٤) ومسلم (١/ ٤٥٧ - ٤٥٨/ ٦٦٠) والترمذي (٥/ ٦٣٩ - ٦٤٠/ ٣٨٢٧).
(٣) أخرج هذا اللفظ من حديث سلمان: الترمذي (٤/ ٣٩٠/٢١٣٩) والشهاب القضاعي في مسنده (٢/ ٣٦ - ٣٧/ ٨٣٢ و٨٣٣) وهو حديث حسن للشاهد من حديث ثوبان وهو عند: أحمد (٥/ ٢٧٧،٢٨٠،٢٨٢) وابن ماجه (١/ ٣٥/٩٠) والحاكم (١/ ٤٩٣). قال البوصيري في الزوائد (١/ ٥٤): "وسألت شيخنا أبا الفضل العراقي رحمه الله عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن". وفي حديث ثوبان زيادة «وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب ... » وهي ضعيفة (انظر الصحيحة (١/ ١٥٤).
(٤) السير (٨/ ٢١٩ - ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>