للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيحا عاليا. وقالوا: هذا عهد نبينا إلينا وقد عهدنا إليكم، وهذه وصية ربنا وفرضه علينا وهي وصيته وفرضه عليكم، فجرى التابعون لهم بإحسان على منهاجهم القويم، واقتفوا على آثارهم صراطهم المستقيم، ثم سلك تابعو التابعين هذا المسلك الرشيد، وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد، وكانوا بالنسبة إلى من قبلهم كما قال أصدق القائلين: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (١٤)} (١) ثم جاءت الأئمة من القرن الرابع المفضل في إحدى الروايتين، كما ثبت في الصحيح من حديث أبي سعيد (٢) وابن مسعود (٣)

وأبي هريرة (٤) وعائشة (٥) وعمران بن حصين (٦)، فسلكوا على آثارهم اقتصاصا، واقتبسوا هذا الأمر عن مشكاتهم اقتباسا، وكان دين الله سبحانه أجل في صدورهم، وأعظم في نفوسهم، من أن يقدموا عليه رأيا أو معقولا أو تقليدا أو قياسا، فطار لهم الثناء الحسن في العالمين، وجعل الله سبحانه لهم لسان صدق في الآخرين، ثم سار على آثارهم الرعيل الأول من


(١) الواقعة الآيتان (١٣ - ١٤).
(٢) أخرجه: البخاري (٦/ ١١٠/٢٨٩٧) ومسلم (٤/ ١٩٦٢/٢٥٣٢) وورد عند مسلم في رواية ذكر القرن الرابع. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٧/ ٦): "وهذه رواية شاذة، وأكثر الروايات مقتصر على الثلاثة".
(٣) رواه البخاري (٥/ ٣٢٤/٢٦٥٢) ومسلم (٤/ ١٩٦٢ - ١٩٦٣/ ٢٥٣٣) والترمذي (٥/ ٦٥٢/٣٨٥٩) والنسائي في الكبرى (٣/ ٤٩٤ - ٤٩٥/ ٦٠٣١) وابن ماجه (٢/ ٧٩١/٢٣٦٢) ..
(٤) رواه أحمد (٢/ ٢٢٨) ومسلم (٤/ ١٩٦٣ - ١٩٦٤/ ٢٥٣٤).
(٥) رواه أحمد (٦/ ١٥٦) ومسلم (٤/ ١٩٦٥/٢٥٣٦).
(٦) رواه البخاري (٥/ ٣٢٤/٢٦٥١) ومسلم (٤/ ١٩٦٤/٢٥٣٥) والترمذي (٤/ ٤٣٤/٢٢٢١)، وورد ذكر القرن الرابع من حديث عمران خارج الصحيحين ومن حديث غيره أيضاً كما تقدم بعض ذلك، ولا يصح شيء من ذلك كما حققه الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة برقم (٣٥٦٩)، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>