للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا لمطلق الإيمان لوجوه منها: أنه أمرهم أو أذن لهم أن يقولوا أسلمنا والمنافق لا يقال له ذلك. ومنها أنها قال: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ} ولم يقل: قال المنافقون، ومنها، أن هؤلاء الجفاة الذين نادوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحجرات ورفعوا أصواتهم فوق صوته غلظة منهم وجفاء، لا نفاقا وكفرا. ومنها أنه قال: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (١)

ولم ينف دخول الإسلام في قلوبهم، ولو كانوا منافقين لنفى عنهم الإسلام كما نفى الإيمان. ومنها أن الله تعالى قال: {وإن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} (٢) أي لا ينقصكم والمنافق لا طاعة له. ومنها أنه قال: {يمنون عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ} (٣) فأثبت لهم إسلاما ونهاهم أن يمنوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو لم يكن إسلاما صحيحا لقال لم تسلموا بل أنتم كاذبون كما كذبهم في قولهم: {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} (٤) لما لم تطابق شهادتهم اعتقادهم. ومنها أنه قال: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ} (٥) ولو كانوا منافقين لما من عليهم. ومنها أنه قال: {أَنْ هَدَاكُمْ


(١) الحجرات الآية (١٤) ..
(٢) الحجرات الآية (١٤).
(٣) الحجرات الآية (١٧).
(٤) المنافقون الآية (١).
(٥) الحجرات الآية (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>