للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عجائب الدهر ولو كمل كان من العجائب).

له مواقف مشرفة منها على سبيل المثال ما ذكره في جامع العلوم والحكم:

- قال عقب حديث: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (١): هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها كما أن حديث: «الأعمال بالنيات» (٢) ميزان للأعمال في باطنها، فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله، فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس من الدين في شيء. (٣)

- وقال عند شرح حديث «الدين النصيحة» (٤): ومن أنواع النصح لله تعالى وكتابه ورسوله -وهو مما يختص به العلماء- رد الأهواء المضلة بالكتاب والسنة، وبيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلها، وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء، وبيان دلالة الكتاب والسنة على ردها، ومن ذلك بيان ما صح من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما لم يصح منه بتبين حال رواته ومن تقبل رواياته منهم ومن لا تقبل، وبيان غلط من غلط من ثقاتهم


(١) أخرجه: أحمد (٦/ ٢٤٠) والبخاري (٥/ ٣٧٧/٢٦٩٧) ومسلم (٣/ ١٣٤٣/١٧١٨) وأبو داود (٥/ ١٢/٤٦٠٦) وابن ماجه (١/ ٧/١٤) كلهم من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا.
(٢) أخرجه: أحمد (١/ ٢٥) والبخاري (١/ ١١/١) ومسلم (٣/ ١٥١٥ - ١٥١٦/ ١٩٠٧) وأبو داود (٢/ ٦٥١ - ٦٥٢/ ٢٢٠١) والترمذي (٤/ ١٥٤/١٦٤٧) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". والنسائي (١/ ٦٢ - ٦٣/ ٧٥) وابن ماجه (٢/ ١٤١٣/٤٢٢٧) من حديث عمر رضي الله عنه.
(٣) جامع العلوم والحكم (١/ ١٧٦).
(٤) انظر تخريجه في مواقف محمد بن نصر المروزي سنة (٢٩٤هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>