للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وكان رضي الله عنه يقول: عليكم بتصديق القوم في كل ما يدعون، فقد أفلح المصدقون، وخاب المستهزئون، فإن الله تعالى يقذف في سرّ خواصّ عباده ما لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل. (١)

- وكان رضي الله عنه يقول: أنا موسى عليه السلام في مناجاته ... أنا في السماء شاهدت ربي، وعلى الكرسي خاطبته .. وما كان ولي متصلاً بالله تعالى إلا وهو يناجي ربه كما كان موسى عليه السلام يناجي ربه ... وإن الله عز وجل خلقني من نور رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرني أن أخلع على جميع الأولياء بيدي. (٢)

(التعليق:

فما عسى أن يقول العاقل إذا قرأ أو سمع مثل هذا الكلام! متى سُمع عن صحابيّ من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن الله كلّمه مباشرة أو جالسه، أو أنزل عليه مَلَكاً؟ وهم رضي الله عنهم خير الناس بعد الأنبياء على الإطلاق. فكيف يزعم الشعراني وأضرابه مرتبة لهم أفضل من مرتبة الصحابة؟ بل كيف يتخذ هؤلاء الأنذال لأنفسهم طريقاً غير طريق النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ والأولى أن نقول: كيف يزعم هؤلاء أنه يوحى إليهم مثل النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ يكفينا فيهم قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (٣).


(١) الطبقات (١/ ١٧٣).
(٢) الطبقات (١/ ١٨١).
(٣) الأنعام الآية (٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>