للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونخدم العلم، ونعمر البلاد، ونعدل فيها".

غير أن هذا الخطاب -وللأسف- لم يجد آذانا صاغية من بني حسان الذين يقف وراءهم الفرنسيون، إبان ذاك، واندلعت الحرب وعرفت [بشرببه].

وكادت دعوة الإمام ناصر الدين الإصلاحية أن تنجح فيما تسعى إليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتحكيم شرع الله عز وجل، على أرضه، لولا أن قبائل بني حسان أدركت تعارض هذه الدعوة مع ما تسعى إليه من سيطرة على البلاد، وأحس كشافة الغرب الرابضون على سواحل المنطقة بتهديدها لسياستهم التي أقاموها مع زعماء بني حسان.

لذلك كان لهذه الدعوة أعداء في الداخل، وهم قبائل بني حسان الذين يخشون من قيام دولة إسلامية منظمة ذات سلطة مركزية تحد من نفوذهم وتصرفاتهم .. وأعداء في الخارج ممثلين في الفرنسيين. (١)

- وفيه: إن دعوة الإمام ناصر الدين دعوة سلفية، قامت على التمسك بالكتاب والسنة، واقتفاء آثار السلف الصالح، والجهاد في سبيل الله، ونشر العقيدة الإسلامية، ومحاربة البدع والمنكرات، ومحاولة استنهاض القوى الإسلامية، والعودة بالمجتمع إلى ما كان عليه المسلمون في صدر الإسلام، وأعادت هذه الدعوة إلى الأذهان صورة المجتمع الإسلامي في عهد الخلفاء الراشدين. (٢)


(١) السلفية وأعلامها في موريتانيا (٢٥٢ - ٢٥٣).
(٢) السلفية وأعلامها في موريتانيا (٢٤٦ - ٢٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>