وأهلها والتحذير منها، وممن كان ضحية تلبيسه الأمير الصنعاني الذي كان قد أثنى على الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم تراجع عن ذلك بسبب هذا الأفاك الأثيم والعدو اللئيم، عامله الله بما يستحق.
- جاء في علماء نجد: قال الأمير الصنعاني العالم المشهور: لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد، يقال له محمد بن عبد الوهاب، ووصل إلينا بعض تلاميذه، وأخبرنا عن حقائق أحواله، وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة ١١٦٣هـ وأرسلناها من مكة المشرفة وهي:
سلام على نجد ومن حل في نجد ... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
إلى آخر القصيدة التي مدح فيها الشيخ محمدا رحمه الله، ودعوته.
ثم قال الأمير بعد ذلك: لما بلغت هذه الأبيات نجد، وصل إلينا بعد أعوام من أهل نجد عالم يسمى: مربد بن أحمد التميمي، وكان وصوله في شهر صفر سنة ١١٧٠هـ وأقام لدينا ثمانية أشهر، وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطه، وفارقنا في عشرين شوال سنة ١١٧٠هـ راجعا إلى وطنه ووصل من طريق الحجاز مع الحجاج.
وكان قد تقدمه في الوصول إلينا الشيخ عبد الرحمن النجدي، ووصف لنا من حال محمد بن عبد الوهاب أشياء أنكرناها، فبقينا مترددين فيما نقله الشيخ عبد الرحمن النجدي، حتى وصل إلينا الشيخ مربد، وله نباهة وأوصل بعض رسائل ابن عبد الوهاب، وحقق لنا أحواله، وكانت أبياتنا قد طارت كل مطار، وأتتنا فيها جوابات من مكة المشرفة ومن البصرة وغيرهما، إلا أنها