للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم ابن أبي كبشة لأنه عبد ما لم يعبد آباؤه كما عبد أبو كبشة الشعرى، وحتى ذكروا بذلك أبا طالب وهو في طريق الموت وقالوا له: أترغب عن ملة عبد المطلب (١)، ولذلك خص الأبوان في الإخبار عن تغيير الفطرة وأنهما يهودانه وينصرانه (٢)

ولذلك مقت الله الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. وفسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتخاذهم بأنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه، كما أخرجه الترمذي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه (٣)، فمن عقل وأنصف، فلينظر إلى جميع بني آدم في القديم والحديث في الملل الكفرية ثم المذاهب الإسلامية بعد إخراجه للأنبياء صلى الله عليهم ومن سار سيرتهم من السابقين والتابعين، وقليل ما هم، بالنظر إلى الخليقة فإنه يجد الناس تبعا لما ألفوه من اتباع الآباء بمجرد تقليد وهوى ومحبة للجمود على دين الآباء. (٤)

-وقال رحمه الله: وكذلك أهل المذاهب على مذاهب آبائهم منذ أسس الشيطان بدعة التمذهب، لا يتحنف الشافعي ولا يتشفع الحنفي ولا يتشيع الناصبي والخارجي ولا يقول بالاعتزال الجبري ولا بالجبر المعتزلي، وإن وجدت في الألف بل الألوف فردا واحدا فارق ما عليه آباؤه، فلا يخلو عن


(١) أخرجه: أحمد (٥/ ٤٣٣) والبخاري (٣/ ٢٨٤ - ٢٨٥/ ١٣٦٠) ومسلم (١/ ٥٤/٢٤) والنسائي (٤/ ٣٩٥ - ٣٩٦/ ٢٠٣٤) كلهم من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه المسيب بن حزن.
(٢) أخرجه: أحمد (٢/ ٣٩٣) والبخاري (٣/ ٢٨١/١٣٥٨) ومسلم (٤/ ٢٠٤٧/٢٦٥٨) والترمذي (٤/ ٣٨٩ - ٣٩٠/ ٢١٣٨) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: "هذا حديث حسن صحيح" ..
(٣) سيأتي تخريجه في مواقف المعصومي سنة (١٣٨٠هـ).
(٤) إيقاظ الفكرة (٤٥ - ٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>