للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصل من الاتفاق عليه من خيار الأمة، ودع أقوال من عداهم محقورا مهجورا، مبعدا مدحورا، مذموما ملوما، وإن اغتر كثير من المتأخرين بأقوالهم، وجنحوا إلى اتباعهم، فلا تغتر بكثرة أهل الباطل فقد قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (١٣)} (١) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء» (٢) رواه مسلم.

ولنعم ما قيل:

إن القلوب يد الباري تقلبها ... من يضلل الله لا تهديه موعظة فهذه غربة الإسلام أنت بها ... فاسأل الله توفيقا وتثبيتا

وإن هديت فبالأخبار أنبيتا

فكن صبورا ولو في الله أوذيتا

فهذه الأقاويل التي وصفت مذاهب أهل السنة والأثر، وأصحاب الرواية، وحملة العلم النبوي، فمن خالف شيئا من هذه، أو طعن فيهم، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.

وما ذكرته من العقائد ينبغي أن يقدم إلى الصبي في أول نشوه ليحفظه، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئا فشيئا، ومن فضل الله على قلب الإنسان إن شرحه في أول نشوه للإيمان، من غير حاجة إلى حجة وبرهان، فلا بد من إثباته في نفس الصبي والعامي حتى يترسخ ولا يتزلزل. (٣)


(١) سبأ الآية (١٣).
(٢) مسلم (١/ ١٣٠/١٤٥) وابن ماجه (٢/ ١٣١٩ - ١٣٢٠/ ٣٩٨٦) عن أبي هريرة. وفي الباب عن أنس وابن مسعود وابن عمر وغيرهم.
(٣) قطف الثمر (١٥٤ - ١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>