للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمشق الشام، وبالقيام بالتدريس العام، فكنت أرى من أهم الواجبات إعلام الناس بما ألم بها من البدع والمنكرات، فإن القيم مسئول عن إصلاح من في معيته، وفي الحديث: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» (١).اهـ (٢)

- وقال: لا يخفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ومن تبعهم حذروا قومهم من البدع ومحدثات الأمور، وأمروهم بالاتباع الذي فيه النجاة من كل محذور. وجاء في كتاب الله تعالى من الأمر بالاتباع بما لا يرتفع معه الترك. (٣)

- وقال: لا يخفى أن مدار العبادات إنما هو على المأثور في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة مع الإخلاص في القلب وصحة التوجه إلى الله تعالى. ولكل مسلم الحق في إنكار كل عبادة لم ترد في الكتاب والسنة في ذاتها أو صورتها، فقد أخبرنا الله تعالى في كتابه بأنه أكمل لنا ديننا وأتم علينا به نعمته، فكل من يزيد فيه شيئا فهو مردود عليه لأنه مخالف للآية الشريفة وللحديث الصحيح: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (٤).

وكل البدع التي منها حسن ومنها سيء فهي الاختراعات المتعلقة بأمور المعاش ووسائله ومقاصده وهي المراد بحديث: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» (٥) ولولا ذلك لكان لنا أن نزيد في


(١) أحمد (٢/ ٥) والبخاري (٥/ ٢٢٢/٢٥٥٤) ومسلم (٣/ ١٤٥٩/١٨٢٩) وأبو داود (٣/ ٣٤٢ - ٣٤٣/ ٢٩٢٨) والترمذي (٤/ ١٨٠ - ١٨١/ ١٧٠٥) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(٢) إصلاح المساجد (ص.٧).
(٣) إصلاح المساجد (ص١٠).
(٤) تقدم في مواقف أبي بكر الخلال سنة (٣١١هـ).
(٥) تقدم ضمن مواقف صديق حسن خان سنة (١٣٠٧هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>