للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلزم عليه أنها أفضل من القرآن والحج؛ لأنهما عبادة ومن الصلوات الخمس ومن الجهاد ومن سائر العلوم الشرعية فقها وحديثا وتفسيرا وتوحيدا وغير ذلك وهذا كفر صراح، إذ كلام الله بالنسبة لكلام الخلق كنسبة الله من الخلق، وأما غيره مما سردناه فلا يشك أحمق فضلا عن عاقل أن ثواب الواجب أعظم وأفضل. وفي الحديث: «ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه» (١). وإن قيل مراده الأذكار، أقول: قال عليه السلام: «أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله» (٢). وكلام النبي من المخلوقات بمنزلة النبي منهم فهل صلاة مخترعة تعدل بهذا كله؟

كزعمهم الفاسد في التصلية التي يسمونها بجوهرة الكمال، وفيها ما يوهم نقصا في النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهو قوله: "الأسقم"؛ إذ هو اسم تفضيل من السقم، وقد نص الفقهاء على أن من قال قولاً يوهم نقصاً في النبي يكفر إجماعاً. وكذلك من قال قولاً يتضمن مخالفته - صلى الله عليه وسلم -، انظر الدردير وغيره. ما لهم لم يقولوا "الأقوم" أَثَقُل على ألسنتهم؟ أم قصدوا الاستغراق في المتشابه؟ {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} (٣) على أن ذلك في كتاب الله لا في المخلوقات، وأما كلام المخلوقات فما يوهم نقصا فيه، مما يؤدي لإهانة النبي كفر، {إِنَّ الَّذِينَ


(١) أخرجه: البخاري (١١/ ٤١٤/٦٥٠٢) من حديث أبي هريرة.
(٢) أخرجه: الترمذي (٥/ ٥٣٤/٣٥٨٥) وقال: "هذا حديث غريب من هذا الوجه" وله شاهد من حديث طلحة ابن عبيد الله بن كريز أخرجه مالك (١/ ٤٢٢ - ٤٢٣/ ٢٤٦) وهو مرسل صحيح. انظر الصحيحة (١٥٠٣).
(٣) آل عمران الآية (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>