للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم من الكتاب والسنة بالطريق التي كان يفهمها بها السلف الصالح.

فأما ما عرف عن المتصوفة من تحريف النصوص بما هو أشنع وأفظع من تحريف الباطنية فهذا لا يشهد لكشفهم، بل يشهد عليه أوضح شهادة بأنه من أبطل الباطل.

أولا: لأن النصوص بدلالتها المعروفة حجة فإذا شهدت ببطلان قولهم علم أنه باطل.

ثانيا: لأنهم يعترفون أن الكشف محتاج إلى شهادة الشرع، فإن قبلوا من الكشف تأويل الشرع، فالكشف شهد لنفسه فمن يشهد له على تأويله؟.

وأما التحديث والإلهام ففي (صحيح البخاري) وغيره من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر» (١). وأخرجه مسلم من حديث أبي سلمة عن عائشة، وفيه: «فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم» (٢) وجاء في عدة روايات تفسير التحديث بالإلهام.

وهذه سيرة عمر بين أيدينا لم يعرف عنه ولا عن أحد من أئمة الصحابة وعلمائهم استدلال بالتحديث والإلهام في القضايا الدينية، بل كان يخفى عليهم الحكم فيسألون عنه، فيخبرهم إنسان بخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصيرون


(١) أحمد (٢/ ٣٣٩) والبخاري (٧/ ٥٢/٣٦٨٩) والنسائي في الكبرى (٥/ ٤٠/٨١٢٠) من حديث أبي هريرة. وفي الباب من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢) أحمد (٦/ ٥٥) ومسلم (٤/ ١٨٦٤/٢٣٩٨) والترمذي (٥/ ٥٨١/٣٦٩٣) والنسائي في الكبرى (٥/ ٣٩ - ٤٠/ ٨١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>