للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل من أهل أصبهان، فتحدث عندنا إلى أن اتفق أن قال: كان الفقيه المغربي الذي عندكم اليوم في السوق اشترى سجادة حسنة بكذا وكذا فأمر والدي بإحضار السجادة، فقال الرجل: أي والله هذه، فسكت والدي وسقط ابن دحية من عينيه. فذاك كان الملك وهذا كان مساعده في تأسيس هذه البدعة الشنيعة التي اخترعوها مضاهين النصارى، لأن يكون لهم عيد ميلاد النبي كما يوجد عندهم عيد ميلاد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

ثم وعند القوم عادة أنه يقومون عند قراءة المولد وذكره ويقولون: إن الرسول عليه الصلاة والسلام حضر في مجلس ذكر مولده فنستقبله قائما، ثم ينشدون هذا البيت المشهور، نذكره بنصه في اللغة الأردية.

دم بدم برهو درود ... حضرت بهي هين يهان موجود

صلوا صلوا على النبي ... فإنه حضر هاهنا

ويقول أحد علماء القوم: يجب القيام عند ذكر ولادة النبي - صلى الله عليه وسلم -. ويعملون هذه الفعلة على حساب ذلك النبي الهاشمي صلوات الله وسلامه عليه من كان يمنع عن القيام حتى وأيام حياته الميمونة بقوله: «من سره أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار» (١). ويروي أنس بن مالك رضي الله عنه، عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته


(١) أحمد (٤/ ٩٣،١٠٠) وأبو داود (٥/ ٣٩٧ - ٣٩٨/ ٥٢٢٩) والترمذي (٥/ ٨٤/٢٧٥٥) وقال: "هذا حديث حسن". والبخاري في الأدب المفرد برقم (٩٧٧). وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم (٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>