وهنا أسأل أتباع هؤلاء سؤالا على النمط الذي وجه إلى بشر المريسي في فتنة خلق القرآن. فأقول:"قولكم لا نقول عالم ولا لا عالم وحي ولا لا حي وسميع بلا سمع وبصير بلا بصر وحي بلا حياة وقادر بلا قدرة ... إلخ" هل هذا القول من الدين الذي أكمله الله وأتمه ورضيه لنا دينا أم لا؟
فإن قلتم: من الدين، نقول لكم: هل علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أم جهله؟ فإن قلتم: جهله، نقول لكم إنكم قد نسبتم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الجهل في الدين.
شيء من الدين جهله النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمتموه أنتم، سبحانك هذا بهتان عظيم.
وإن قلتم علمه: نقول لكم: هل علّمه أحدا من أصحابه رضوان الله عليهم أم سكت عنه؟ فإن قلتم: علمه، نقول لكم: من روى هذا عنه - صلى الله عليه وسلم -؟ وفي أي الكتب روى؟ ودونكم خرط القتاد أن تثبتوا ذلك وأنى لكم التناوش.
وإن قلتم سكت عنه ولم يعلمه أحد من أصحابه، نقول لكم: شيء سكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يعلمه أحدا من أصحابه وسكت عنه الخلفاء والصحابة وسكت عنه التابعون وتابعوهم بإحسان إلى يومنا هذا ولم يعلموه أحدا من العالمين ألا يسعكم السكوت عنه؟ لا وسّع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته رضوان الله عليهم.
وهذا السؤال يصلح أن يسأل به عن كل قول قاله الزنادقة والباطنية الحاقدة وعلماء الكلام وكذلك أتباع المشبهة والمجسمة والمعطلة والمؤولة