للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجاهل بأن الأمر إن كان تافها في عينه لا يحتاج إلى نهي فإنه لا بد ولا ريب سيترسخ في يوم من الأيام حتى يصبح عند الناس سنة، وهذا خطر جسيم، لأن شرائع أو طبائع البشر تصبح بذلك دينا، والإسلام لا يقبل الزيادة أو النقصان. (١)

- وقال: فالمبتدع كما ترى سفيه أحمق وعقله مغلق، يظن بفعله أنه يؤجر ويثاب، ولا يدري ما ينتظره من العقاب، وهو يحتج على نهيك بقول ساقط وخيم، وهو أنه يصلي أو يذكر أو يصوم، ويتجاهل أن هذه العبادات لها كيفيات وأوقات، فإن خرجت عنها استحق صاحبها العقوبات وخرجت عن كونها قربات. (٢)

وقال (٣):

عصابة ظهرت في الدين مفتتنة ... قالت وجدنا وجدنا بدعة حسنه

وكان تقسيم بعض الناس عمدتَها ... مع أنه لغوي عند من وزنه

تعسا لها جهلت أن كل محدثة ... في الشرع مذمومة قد خالفت سننه

إذ لم يفرق بقول منه ينصرها ... بل قوله (كل) يعني كلها نتنه

وإن من صحبوا المختار سائرهم ... نصوا على قبحها ردا على الخونه

حتى الذي صنعوا من قوله حججا ... وحرفوا قصده قد حوربت زَمَنَه

لم يعرفوا عمرا يا ويح نظرتهم ... فكيف يهدون إذ أفهامهم زَمِنَه


(١) إشراقة الشرعة (ص.٨٦).
(٢) إشراقة الشرعة (ص.٩٤).
(٣) إشراقة الشرعة (ص.٩٩ - ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>