للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحصى. فكيف يرد الدين لقول الجاحدين والجاهلين؟!! سبحانك ربي! هذا بهتان عظيم.

وقد فصل الله آياته وأحكمها، فهي هدى ونور للمتقين، الذين أرادوا الله، إذن كيف يدعونها لقواعد فلسفية بنيت على المقاييس!؟ ففي كتاب الله، فصل المقال، يهرع إليه عند النزاع.

فالله تعالى يقول: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١)} (١) ويقول سبحانه: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} (٢) فهو في كتابه المفصل والمحكم، وصف نفسه بالعلو، ثم جئتم أنتم تنكرون {آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (٥٩)} (٣) {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} (٤).

إنكم تردون الحق بحجج متهافتة وواهية، كلها مبنية على المقاييس، وكل ذلك وحي من الشيطان، كما أوحى إلى مشركي مكة أن يسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشاة، تصبح ميتة: من قتلها؟ فقال: «الله قتلها» (٥) فأوحى إليهم أن يقولوا له: "ما ذبحتموه بأيديكم حلال، وما ذبحه الله بيده الكريمة حرام، فأنتم إذن


(١) هود الآية (١).
(٢) البقرة الآية (١٤٠).
(٣) يونس الآية (٥٩).
(٤) الزمر الآية (١٤).
(٥) أخرجه: أبو داود (٣/ ٢٤٥/٢٨١٨) والترمذي (٥/ ٢٤٦/٣٠٦٩) وحسنه والنسائي في الكبرى (٦/ ٣٤٢/١١١٧١) وابن ماجه (٢/ ٧٠٥٩/٣١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>