للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله إنهم يحدثونا أحيانا بشيء فيكون حقا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه فيخلطوا معها مائة كذبة» رواه البخاري (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه ابن عباس رضي الله عنهما: «من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد» رواه أبو داود وإسناده صحيح (٢). وللنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل إليه» (٣). وهذا يدل على أن السحر شرك بالله تعالى كما تقدم، وذلك لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الجن والتقرب إليهم بما يطلبون من ذبح وغيره من أنواع العبادة، وعبادتهم شرك بالله عز وجل. فالكاهن من يزعم أنه يعلم بعض المغيبات، وأكثر ما يكون ذلك ممن ينظرون في النجوم لمعرفة الحوادث أو يستخدمون من يسترقون السمع من شياطين الجن، كما ورد بالحديث الذي مر ذكره، ومثل هؤلاء من يخط في الرمل أو ينظر في الفنجان أو في الكف ونحو ذلك، وكذا من يفتح الكتاب زعما منهم أنهم يعرفون بذلك علم الغيب وهم كفار بهذا الاعتقاد؛ لأنهم بهذا الزعم يدعون مشاركة الله في صفة من صفاته الخاصة وهي علم الغيب، ولتكذيبهم بقوله


(١) أحمد (٦/ ٨٧) والبخاري (١٠/ ٢٦٦/٥٧٦٢) ومسلم (٤/ ١٧٥٠/٢٢٢٨).
(٢) أحمد (١/ ٢٢٧و٣١١) وأبو داود (٤/ ٢٢٦ - ٢٢٧/ ٣٩٠٥) وابن ماجه (٢/ ١٢٢٨/٣٧٢٦) من حديث ابن عباس، وصحح إسناده النووي في الرياض (ص.٥٧٤) والعراقي في تخريج الإحياء (٥/ ٢١٥٩/٣٤٠٤)
(٣) رواه النسائي (٧/ ١٢٨/٤٠٩٠) من طريق عباد بن ميسرة المنقري عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعا، وابن عدي (٤/ ٣٤٢). قال المنذري في الترغيب (٤/ ٣٢): "رواه النسائي من رواية الحسن عن أبي هريرة، ولم يسمع من أبي هريرة عند الجمهور". وقال الذهبي في الميزان (٢/ ٣٧٨): "هذا الحديث لا يصح للين عباد، وانقطاعه".

<<  <  ج: ص:  >  >>