للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى باسم من أسمائه، أو صفة من صفاته تعالى، وعلى توسل المتوسل إليه تعالى بعمل صالح قدمه إليه عز وجل.

ومهما قيل في التوسل المبتدع، فإنه لا يخرج عن كونه أمرا مختلفا فيه، فلو أن الناس أنصفوا لانصرفوا عنه، احتياطا، وعملا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» (١) إلى العمل بما أشرنا إليه من التوسل المشروع، ولكنهم -مع الأسف- أعرضوا عن هذا، وتمسكوا بالتوسل المختلف فيه كأنه من الأمور اللازمة التي لا بد منها، ولازموها ملازمتهم للفرائض، فإنك لا تكاد تسمع شيخا أو عالما يدعو بدعاء يوم الجمعة وغيره إلا ضمنه التوسل المبتدع، وعلى العكس من ذلك، فإنك لا تكاد تسمع أحدهم يتوسل بالتوسل المستحب، كأن يقول مثلا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي، يا قيوم، إني أسألك ... مع أن فيه الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، كما قال - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه (٢).

فهل سمعت أيها القارئ الكريم أحدا يتوسل بهذا أو بغيره مما في معناه؟


(١) أحمد (١/ ٢٠٠) والترمذي (٤/ ٥٧٦ - ٥٧٧/ ٢٥١٨) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". والنسائي (٨/ ٧٣٢/٥٧٢٧) وابن حبان (٢/ ٤٩٨/٧٢٢ الإحسان) والحاكم (٢/ ١٣) من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما، وصححه ووافقه الذهبي.
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ١٥٨و٢٤٥) وأبو داود (٢/ ١٦٧ - ١٦٨/ ١٤٩٥) والترمذي (٥/ ٥١٤/٣٥٤٤) والنسائي (٣/ ٥٩ - ٦٠/ ١٢٩٩) وابن ماجة (٢/ ١٢٦٨/٣٨٥٨) من حديث أنس. وصححه ابن حبان (٣/ ١٧٥/٨٩٣) والحاكم (١/ ٥٠٣ - ٥٠٤) ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>