للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال رحمه الله تعليقا على حديث ضحك الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة (١): واعلم أن هذا الحديث -كغيره من أحاديث الصفات- يجب إمراره على ظاهره دون تعطيل، أو تشبيه، كما هو مذهب السلف، وليس مذهبهم التفويض كما يزعم الكوثري وأمثاله من المعطلة، كما شرحه ابن تيمية في رسالته 'التدمرية' وغيرها، والتفويض بزعمهم إمرار النصوص بدون فهم مع الإيمان بألفاظها، ولازم ذلك نسبة الجهل إلى السلف بأعز شيء لديهم وأقدسه عندهم وهو أسماء الله وصفاته.

ومن عرف هذا علم خطورة ما ينسبونه إليهم. والله المستعان. وراجع لهذا مقدمتي لكتابي 'مختصر العلو للذهبي'، يسر الله طبعه، ثم طبع والحمد لله. (٢)

- وقال رحمه الله تعليقا على حديث البطاقة (٣): وفي الحديث دليل على أن ميزان الأعمال له كفتان مشاهدتان، وأن الأعمال وإن كانت أعراضا فإنها توزن، والله على كل شيء قدير، وذلك من عقائد أهل السنة، والأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة. (٤)

- وقال رحمه الله: الميزان يوم القيامة حق ثابت وله كفتان، وهو من عقائد أهل السنة، خلافا للمعتزلة وأتباعهم في العصر الحاضر ممن لا يعتقد ما


(١) تقدم تخريجه من حديث جابر. انظر مواقف الحسين البغوي الإمام المفسر سنة (٥١٦هـ).
(٢) الصحيحة (٢/ ٣٨٥/٧٥٦).
(٣) أحمد (٢/ ٢١٣) والترمذي (٥/ ٢٥/٢٦٣٩) وقال: "حسن غريب". وابن ماجه (٢/ ١٤٣٧/٤٣٠٠) والحاكم (١/ ٦) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
(٤) الصحيحة (١/ ٢٦٣/١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>