للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، أمر الله الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود. وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا». رواه الشيخان عن أبي هريرة (١).

وفي حديث أبي سعيد: «فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه، وإلى ركبتيه و ... » رواه مسلم (٢).

فهذه الأحاديث وغيرها صريحة في بطلان هذا الحديث، إذ كيف يكون العذاب أليما وهو كحر الحمام؟ بل كيف يكون كذلك وقد أحرقتهم النار، وأكلت لحمهم، حتى ظهر عظمهم؟ وبالجملة فأثر هذا الحديث سيء جدا لا يخفى على المتأمل، فإنه يشجع الناس على استباحة المحرمات، بعلة أن ليس هناك عقاب إلا كحر الحمام. (٣)

- وقال رحمه الله تعالى ردا على أبي غدة: المسألة الخامسة: يقول الإمام -يعني ابن أبي العز- تبعا للأئمة مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة: "إن الإيمان هو تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان. وقالوا: يزيد وينقص".

وشيخك تعصبا لأبي حنيفة يخالفهم مع صراحة الأدلة التي تؤيدهم من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح رضي الله عنهم، بل ويغمز منهم جميعا مشيرا إليهم بقوله في 'التأنيب' (ص.٤٤ - ٤٥) إلى "أناس صالحون" يشير أنهم


(١) أخرجه: أحمد (٢/ ٢٩٣ - ٢٩٤) والبخاري (١٣/ ٥١٦ - ٥١٧/ ٧٤٣٧) ومسلم (١/ ١٦٣ - ١٦٧/ ١٨٢).
(٢) أحمد (٣/ ٩٤) ومسلم (١/ ١٦٧ - ١٧١/ ١٨٣) والنسائي (٨/ ٤٨٦ - ٤٨٧/ ٥٠٢٥) وابن ماجه (١/ ٢٣/٦٠).
(٣) الضعيفة (٢/ ١٤٧ - ١٤٨/ ٧٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>