للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى مشرك، وهكذا يقول في شأن العذاب: أنه ما سمي عذابا إلا من عذوبته، تعطيل للكتاب والسنة ولشرع الله، وزندقة ظاهرة، ثم نجد من يدافع عنه من المصلين. ومن خرافات الصوفية أنهم ربما أنهم يحرمون على أنفسهم ما أحل الله لهم من الزواج -وهو سنة من سنن المرسلين-، رب العزة يقول في كتابه الكريم: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} (١).

ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول: «حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني الصلاة» (٢) وقد جاء ثلاثة نفر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقال أحدهم: أما أنا فأقوم الليل ولا أنام، وقال الآخر: وأنا أصوم ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا لا أتزوج النساء، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبر بهذا فقال: «أنتم القائلون كذا وكذا، أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (٣)، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِن اللَّهَ لَا


(١) الرعد الآية (٣٨).
(٢) أخرجه من حديث أنس: أحمد (٣/ ٢٨٥) والنسائي (٧/ ٧٢/٣٩٤٩) وصححه الحاكم (٢/ ١٦٠) على شرط مسلم ووافقه الذهبي وحسنه الحافظ في التلخيص (٣/ ١١٦).
(٣) أحمد (٣/ ٢٤١،٢٥٩) والبخاري (٩/ ١٢٩/٥٠٦٣) ومسلم (٢/ ١٠٢٠/١٤٠١) والنسائي (٦/ ٣٦٨ - ٣٦٩/ ٣٢١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>