للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبعكم؟ قالوا الجنة. ثم أتوا النصارى فقالوا: ما دينكم؟ قالوا: النصرانية، قالوا: فما كتابكم؟ قالوا: الإنجيل، قالوا: فمن نبيكم؟ قالوا: عيسى، قالوا: فماذا لمن تبعكم؟ قالوا: الجنة، قالوا: فنحن به ندين. (١)

- وعن عطاء بن دينار الهذلي أن عبد الملك بن مروان كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن هذه المسائل. فأجابه فيها: سألت عن الإيمان، قال: فالإيمان هو التصديق، أن يصدق العبد بالله وملائكته وما أنزل من كتاب وما أرسل من رسول، وباليوم الآخر. وتسأل عن التصديق. والتصديق: أن يعمل العبد بما صدق به من القرآن، وما ضعف عن شيء منه وفرط فيه عرف أنه ذنب، واستغفر الله وتاب منه ولم يصر عليه فذلك هو التصديق. وتسأل عن الدين، والدين العبادة، فإنك لن تجد رجلا من أهل دين يترك عبادة أهل دينه، ثم لا يدخل في دين آخر إلا صار لا دين له، وتسأل عن العبادة والعبادة هي الطاعة، وذلك أنه من أطاع الله فيما أمره به وفيما نهاه عنه، فقد أتم عبادة الله، ومن أطاع الشيطان في دينه وعمله، فقد عبد الشيطان، ألم تر أن الله قال للذين فرطوا: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} (٢) وإنما كانت عبادتهم الشيطان أنهم أطاعوه في دينهم. (٣)


(١) أصول الاعتقاد (٥/ ١٠٦٣/١٨١٤) والسنة لعبد الله (٨٩) والإبانة (٢/ ٨٨٧ - ٨٨٨/ ١٢٣٠) والسنة للخلال (٤/ ١٣٦).
(٢) يس الآية (٦٠).
(٣) المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١/ ٣٤٦/٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>