وجندب بن عبد الله، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص، والأحنف بن قيس، وبشير ابن كعب العدوي، وغيرهم. وعنه جماعة منهم: الأعمش، وطاووس، وأبو العالية البَرَّاء، وأيوب السختياني، وبكر بن عبد الله المزني. قال أيوب: ما رأيت أحدا أعبد من طلق بن حبيب. عن طاووس قال: كنت أطوف معه، فذكر وحلف، ما رأيت أحدا من الناس أحسن صوتا بالقرآن من طلق بن حبيب، وكان ممن يخشى الله. عن بكر المزني قال: لما كانت فتنة ابن الأشعث، قال طلق بن حبيب: اتقوها بالتقوى، فقيل له: صف لنا التقوى؟ فقال: العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، وترك معاصي الله على نور من الله مخافة عذاب الله. قال الذهبي: أبدع وأوجز، فلا تقوى إلا بعمل، ولا عمل إلا بترو من العلم والاتباع، ولا ينفع ذلك إلا بالإخلاص لله، لا ليقال: فلان تارك للمعاصي بنور الفقه، إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها، ويكون الترك خوفا من الله، لا ليمدح بتركها، فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز. قال طلق: إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله أكثر من أن تحصى، ولكن أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين. قال ابن الأعرابي: كان يقال: فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وحلم مسلم بن يسار، وعبادة طلق، وكان طلق يتكلم على الناس ويعظ. وقد كان رحمه الله يرى الإرجاء، وقد تقدم قريبا موقف سعيد بن جبير منه. كانت وفاته ما بين التسعين والمائة.