للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعاد هو إلى عمله في البحرين الذى كان أخوه حمد السليمان يديره في غيابه، ولكن المرض يعاود الأخ الأكبر فيعتزل عمله لدى السلطان عبد العزيز نهائيا، ويطلب السلطان من عبد الله السليمان ١٣٣٠ هـ أن يتسلم الكتابة في ديوانه ويعتزل عمله نهائيا في البحرين ويتكفل السلطان عبد العزيز بسداد ديون محله التجارى وتسوية أموره ليتفرغ لخدمة السلطان عبد العزيز بصورة نهائية وهكذا دبر الله الأمور لعبد الله السليمان بحكمته الأزلية حين ربط أسبابه بأسباب السلطان عبد العزيز الذى كان نجمه يسطع في سماء الجزيرة العربية في ذلك الزمان فتنضم أقطارها واحدة تلو الأخرى إلى عقد مملكته العظيمة فتنضم إليه إمارة حائل وعسير، ومملكة الحجاز، وقبلها تنضم إليه إمارة الهفوف ثم أخيرا إمارة الأدارسة في جيزان، ويرى جلالة الملك عبد العزيز بفراسته العظيمة أن مجال عبد الله السليمان الحقيقى ليس هو في ديوان الكتابة وإنما هو في المهام العظيمة لهذه الدولة الفتية التي تمتد رقعتها يوما بعد يوم والتى تخرج من دور البساطة إلى مجال يتعاظم مع الزمن والتى تفتقر إلى جهود الرجال الكبار الذين يشيدون صرح الدولة ويقيمون أسسها بما يتفق مع متطلبات ضخامتها وامتدادها وتشابك مصالحها الداخلية والخارجية فأسند جلالته إلى عبد الله السليمان الشؤون المالية للدولة فكان مديرا لها ثم وكيلا للمالية وللتاريخ فإن أول من ولى الشؤون المالية لجلالة الملك عبد العزيز بعد فتح الحجاز هو المرحوم الشريف شرف رضا - عضو مجلس الوكلاء فيما بعد - ثم النائب الثانى لرئيس مجلس الشورى أخيرا - وبعدها تسلم شؤون المالية الشيخ عبد الله السليمان ولم يمض طويل وقت حتى أصبحت وكالة المالية وزارة وكان عبد الله السليمان أول وزير لها ثم أسندت إليه وزارة الدفاع فيما بعد وفى وقت من الأوقات تولى وزارة الخارجية نيابة عن صاحب السمو الملكى الأمير فيصل الذى كان يتولى وزارة الخارجية منذ تأسيسها - جلالة الملك فيصل رحمه الله -.

<<  <  ج: ص:  >  >>