وكان المغيربي ينتخب عن المدينة المنورة في كل دورة من دورات المجلس، وكان زملاؤه على الترتيب في تمثيل المدينة المنورة السادة: حمزة غوث، والشيخ سعود دشيشة، وذياب ناصر، والسيد عبيد مدني.
أقول: تأسس مجلس الشورى في مكة المكرمة في بداية العهد السعودي في الحجاز، وكان التمثيل فيه بالانتخاب كما أوضحنا آنفًا، وكان المجلس يقوم بدور عظيم في سن الأنظمة والقوانين التي تتطلبها أعمال الدولة، ولم يكن هناك من الوزارات إلا وزارة المالية التي يرأسها الشيخ عبد الله السليمان الحمدان. لهذا فإن المجلس كان يقوم بالكثير من الأعمال، وكانت تحال إليه القضايا التي تقتضي البحث وإيجاد الحلول، وكان رئيس المجلس هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز نائب الملك في الحجاز، وينوب عنه في رئاسة المجلس عضو يختاره سموه وقد أدركت السيد صالح شطا، ثم الشريف شرف رضا، ثم الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي - رحمهم الله - وكانوا على التوالي نوابًا لرئيس المجلس، وحينما يكون الملك عبد العزيز في الحجاز يحضر في كل سنة دورة افتتاح المجلس وكذلك يفعل سمو الأمير فيصل في غياب والده.
وبعد تأسيس الوزارات في أوئل عهد الملك سعود - يرحمه الله - وانتقال عاصمة الدولة إلى الرياض، أحيلت الأعمال الكثيرة التي كانت تنظر بمجلس الشووى إلى الوزارات المختصة، ولكنَّ مجلس الشورى لا يزال محتفظا بكيانه وله أعضاؤه ورئيسه حتى الآن.
استمر المغيربي عضوًا في مجلس الشورى بمكة المكرمة طيلة حياة الملك عبد العزيز - يرحمه الله -، وكان نشاطه في المجلس واضح الأثر،