للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الفاسي: إنها كانت خمسين منارة في شعاب مكة، وقال: وقد ترك الأذان على هذه المنائر ولم يبق منها شيء (١).

ويوضح الشيخ/ باسلامة الأمر فيقول نقلًا عن الفاكهي مؤرخ مكة في القرن الثالث: كان أهل مكة فيما مضى من الزمان لا يؤذنون على رؤوس الجبال، وإنما كان الأذان في المسجد الحرام وحده، فكان الناس تفوتهم الصلاة ممن كان منهم في فجاج مكة ونائيًا عن المسجد حتى كان في زمن أمير المؤمنين هارون الرشيد، فقدم عبد الله بن مالك أو غيره من نظرائه مكة ففاتته الصلاة ولم يسمع الأذان، فأمر أن يتخذ على رؤوس الجبال منارات لتشرف على فجاج مكة وشعابها يؤذن فيها للصلاة، وأجرى على المؤذنين في ذلك أرزاقًا، ولعبد الله بن مالك الخزاعي منائر. ذكر الشيخ/ باسلامة مواضعها، وعبد الله بن مالك هذا ممن خدم هارون الرشيد، وكذلك كانت هناك منائر تنسب إلى "بغا" الذي يكنى بأبي موسى مولى هارون الرشيد.

وذكر الشيخ باسلامة مواضعها، وذكر الفاكهي أنه كانت تجري الأرزاق على المؤذنين فيها وبتطاول الزمان بطل العمل والأذان عليها (٢).

* * * *


(١) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٦٦٠.
(٢) انظر تفصيل ذلك في عمارة المسجد الحرام ص ٢٤٥ - ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>