للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان موقوفًا في سنة ٤٠٠، وموضعه دار القوارير التي بنيت في زمن الرشيد على ما ذكر الأرزقي ودار القوارير موضعها مدرسة قايتباي. انتهى (١).

أقول يفهم من هذا النص أن الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي تولَّى الخلافة ما بين عامي ١٧٠ إلى ١٩١ بنى في الجانب الشرقي من المسجد الحرام دارًا سميت دار القوارير، ثم تحولت هذه الدار بعد أكثر من مائة عام لتكون رباطًا سمي رباط السدرة، وبعد نحو خمسمائة عام تحولت لتكون مدرسة السلطان قايتباي في سنة ثمانمائة وأربع وسبعين، وقد تحولت هذه المدرسة في الأزمان الأخيرة لتكون منزلًا يسكنه أمراء الحج المصري، كما جاء تفصيله في الحديث عن مدرسة قايتباي قبل.

وقد بنى السلطان قايتباي إلى جانب مدرسته هذه رباطًا، وكان مكانه رباطًا بناه قاضي القضاة أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم المراغي، ولم يذكر الغازي تاريخ بناء الرباط المذكور ولكنه قديم حتمًا، وقد ذكر أن السلطان قايتباي استبدل الأماكن التي بني محلها المدرسة والرباط أي أنه اتفق مع نظار الوقف على شرائها واستبدال ما هو خير منها للوقف كما هو معلوم في مثل هذه الأحوال.

وقد استبدل السلطان سليمان العثماني رباط الخليفة الناصر العباسي الذي أوقفه سنة خمسمائة وتسع وسبعين على الصوفية، وبنى في موضعه المدارس السلطانية سنة ٩٧٠ للهجرة التي سبق الحديث عنها قبل (٢).

* * * *


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٤٦٢/ ٤٦٤.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٤٦٥/ ٤٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>