للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا ما أممت أمك للبر … فقد زرت مسجدا من نقاء

ثم ينتهي إلى وصف قبر أمه بعد أن وصف بيتها أو على الأصح إلى وصف شعوره بعد موتها فالقصيدة كلها قطعة من الشعور تحس فيها خفق القلب ورجفاته وتدفق الوجد حتى يستحيل شجنا يستدر الدمع ويسري في الوجدان وهذا هو الشعر بل هذا هو جوهر الشعر وروحه.

قلمي ما نكرت منك انطلاقا … في حياتي فما أصاب انطلاقك

عدت من دفنها كئيبا … أقاضيك انسياقا فما منحت انسياقك

اندفق فالشعور عندي موفور … كفيل ألا يعوق اندفاقك

ولكن القلم يأبى على العواد أن يندفق كما تعوَّد، فالفاجعة أكبر من أن توصف أو يقوى على وصفها وهو في تلك الحال فتظل مكبوتة تشتغل في النفس إلى أن تهدأ الثورة أو تسكن الفورة ولقد ذكر العواد أنه لم يستطع رثاء والدته إلا بعد مرور عام ونصف العام على وفاتها (١)

والقصيدة طويلة ولكنا نذكر المقطع الأخير منها تجنبا للإطالة.

رحمة الله للدفينة في الأضلع … من قبل دفنها في الحفير (٢)

وجلالا لها وسقيا لقبر … ضمها بين نشر ذاك العبير

وسلاما من موطن الخلد والرضوان … يغشى جثمانها بالعطور

ووداعا يزف ما انحبس الدمع … لديه إلا لهذا الزفير

وللعواد قصيدة أخرى شهيرة بعنوان:


(١) نحو كيان جديد صفحة (١٠٥).
(٢) نحو كيان جديد صفحة (١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>