للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكم وقفة بين الرجاء وضده … لحِرِّأبِيّ في الحياة يساء

تباعده أخلاقه عن مباءة … يعيش بها الأوشاب والبلداء

وتسمو به نفس تعلمت العلا … وقاد خطاها في الحياة حياء

إذا ابتدرت طرق المعالي تعرضت … لها عقبات طرقهن وباء

وبينا كثير من رفاق وإخوة … سفائنهم تجرى بهن رخاء

تراه وقد أغرى به الحظ صرصرا … لها أبدًا في مسمعيه عواء

وما هو بالمنقوص في ملكاته … وما فيه إلا قدرة وكفاء

تضيء معاليه وتسمو صفاته … وتشرف أخلاق لديه وضاء

ونختتم الآن هذه المختارات بعد أن طال بنا نفس القول في شعر العواد ولكني أشعر وأقولها مخلصا إنني لم أوفه حقه فهو من هذه القمم التي يجد الدارس فيها مجال القول رحبا واسعا وما قصدت إلى دراسة شعره فليس من أغراض هذه التَّراجم أن تقدم الدراسة وإنما غرضها تصوير شخصية صاحب الترجمة ما أمكن هذا التصوير فإذا كان المترجم أديبا أو شاعرا وجب أن تقدم الصورة من إنتاجه لتكون أصدق أداء وأوفى تعبيرا، وللعواد جوانب أخرى لم نتحدث عنها فهو قد شغف بالأدب اليوناني فيا وصل إليه من تراجم لعيون هذا الأدب وكذلك نظم بعض المقطوعات عن توماس هاردي بعد أن ترجمها العقاد نثرًا، وعن رديارد كبليغ كما نظم موعظة المسيح عليه السلام وتحدث كثيرًا عن الآلهة اليونانية الخرافية والقاريء يجدها مثبتة في دواوينه وقصائده ويبدو لي أنه لو أتيح للعواد أن يتعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية وتعمقت قراءاته في عيون الأدب الأجنبي لكانت له جوانب مشرقة في هذا المجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>