للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحي - وهو خاص بالبواخر التي تصل إلى ميناء جدة للتأكد من عدم وجود أمراض وبائية في السفن القادمة إلى جدة ولست في حاجة لأن أقول أن إمكانيات المستشفى الحكومي الوحيد بتجهيزاته البسيطة كانت أقل كثيرًا من حاجة المدينة وكانت سفارات الدول الأجنبية تقوم بفتح مستوصفات أو عيادات لاستقبال مرضى رعاياهم الموجودين في البلاد، فكان هناك مستوصف السفارة الإنجليزية الذي يقوم على حساب حكومة الهند - التي كانت إذ ذاك مستعمرة بريطانية - وكان يديره طبيب هندي يرافقه صيدلي، وكانت هناك عيادة السفارة الهولندية التي تقوم على حساب حكومة جاوة التي كانت مستعمرة هولندية ويديرها طبيب جاري وصيدلي، ثم قامت حكومة إيطاليا بفتح عيادة لها في جدة بعد احتلال ليبيا وكان يدير هذه العيادة طبيب إيطالي، كما كانت هناك عيادة روسية حينما كانت روسيا ممثلة دبلوماسيًا في جدة ويدير هذه العيادة طبيب وصيدلي روسي، وآخر هؤلاء الأطباء الدكتور عبد الرحمن الطبيب الروسي الذي أسلم فيما بعد، وكان الناس يترددون بكثرة على هذه العيادات طلبا للعلاج، وفي مكة والمدينة كانت هناك المستشفيات الحكومية على النمط الذي وصفناه سابقا كما كانت هناك مستوصفات التكية المصرية وكانت تقوم بنفس الغرض، أما العمليات وما إليها فلم تكن محل تفكير المرضى في ذلك الوقت فإذا كان المريض يحتاج إلى عملية جراحية سافر إلى مصر أو السودان أو أسمرة ليجريها في المستشفيات الموجودة هناك، هكذا كان الحال في الأربعينات من هذا القرن الهجري. وكان الموسرون من الناس يستقدمون هؤلاء الأطباء إلى دورهم ويجزلون لهم الأجر، لأن الفحص والدواء في هذه العيادات مجاني، وكان الأحرار من المواطنين يشعرون بهذا النقص ويأسون له اشدَّ الأسى ولكن هذه هي إمكانيات البلاد في أوائل العهد السعودي في الأربعينات وقد تطوَّر الأمر فيما بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>