وباعتبارهم من كبار النجديين المقيمين في الحجاز والمطلعين على الأمور فيها فقد كانت صلتهم بالملك عبد العزيز قوية في ذلك الزمان هذه هي الأسباب التي رجحت اختيار الشيخ محمد صالح أبو زنادة لهذه الممة ونعود الآن إلى حديث المرافق لهذه الرحلة قال: غادرنا جدة في لباس الإحرام الشيخ محمد صالح ابوزناده وأنا ويرافقنا سائس يعتنى بدوابنا وكانت هذه الدواب من الحمير الجيدة التي كانت وسيلة السفر إلى مكة في ذلك العهد قال: حينما وصلنا إلى بوابة الأسلاك الشائكة فتحت لنا الأبواب مما يدل على أن الأمر قد أعطى لحراس البوابة بذلك قال: وانطلقت بنا الدَّوابُّ إلى الرغامة ولم نشعر إلا ببعض البدو من الجنود النجديين وقد هَبُّوا شاهرين أسلحتهم فقال لهم الشيخ محمد صالح أننا إخوة لكم ونرغب في مقابلة أمير المعسكر لأننا نحمل رسالة للسلطان فاقتادونا إلى أمير العسكر على بعد بضع كيلومترات وتحدّث معه الشيخ محمد صالح عن مهمته فأرسل أمير المعسكر مندوبا إلى جهة بعيدة وبعد ساعتين أو أكثر عاد المندوب واصطحبنا إلى بحرة ثم تركونا نتوجه إلى مكة المكرمة، ووصلنا إليها ضحى اليوم التالى، وذهبنا إلى بيت الفضل وبعد أن استرحنا وأديْنا مناسك العمرة ذهب الشيخ محمد صالح أبو زناده لمقابلة السلطان عبد العزيز في قصر السقاف بالمعابدة قال المرافق وقضينا في مكة يومين أو ثلاثة وبعدها حضر سائق سيارة الملك عبد العزيز صدِّيق الهندى وطلب من الشيخ محمد صالح أن يذهب معه إلى الرغامة لمقابلة الملك عبد العزيز قال وذهب الشيخ محمد صالح بسيارة الملك وذهبت أنا والسائس والدواب إلى الرغامة للقاء الشيخ محمد صالح هناك قال المرافق:
وفى اليوم التالى حضر أهالى جدة للسلام على السلطان عبد العزيز وكان الشيخ محمد صالح أبوزناده يقدمهم لجلالته ويذكر أسماءهم وسأل السلطان