للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقوم على جانبيه الدكاكين التجارية بمختلف أنواعها وترتفع فيه العمائر الشاهقة على جانبى الشارع ابتداء من الصفا وحتى المروة وكانت دكاكين الصرافين والحلاقين وبائعى المشروبات وأصحاب المتاجر المختلفة تنتتشر على جانبى الشارع كما كانت أهم عمارات مكة المكرمة في ناحية الصفا بل وأغلاها وأعلاها. وكان الساعون بين الصفا والمروة يؤدون نسكهم في وسط هذه الأسواق وضجيجها مما يضطر المرء إلى الشعور بالخروج عن حالة النسك والعبادة إلى ضجيج الحياة وزحامها وكانت المسعى إلى ذلك في بعض أجزائها مكشوفة تخترقها الشمس فكان الناس يتحاشون السعى في أوقات الحرارة ويؤدون نسكهم بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة العصر أو في الليل في أوقات الصيف وكان القسم الآخر مسقوفا بسقف من الخشب كئيب المنظر إن حمَى من حر الشمس فهو لا يحمى من المطر في الشتاء وإننى لأذكر أننى اجتمعت بأحد كبار تجار الكويت الذى قدم حاجا في تلك الأيام فقال لي إن المسعي باقية على حالها منذ مئات السنين ألا تفكرون في إدخال شئ من التغيير عليها قلت إن هذا موضع نسك فكيف تريدنا أن نغيره؟ قال وهل من النسك أن يكون موضعه سوقا للبيع والشراء؟ والواقع أن كل عاقل كان يتمنى للمسعى أن يكون مصانا وقد أذن الله بذلك فيما بعد حينما تمت توسعة المسجد الحرام وأدخلت المسعى ضمن نطاق الحرم فتخلصت من السوق وضجيجه وغوغائه. أما دور الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله فقد كان قبل هذه التوسعة بسنوات طويلة وقد بدأ هذا الدور بقيام الحكومة ممثلة في شخص وزير المالية الأسبق الشيخ عبد الله السلمان برصف شارع المسعى وكان شارعا ترابيا غير مبلط ومما أذكره عن هذا الرصف أن المهندس المصرى الذى كان يشرف عليه وكان اسمه بهجت سلمان أعاد الرصف مرات في المنطقة التي تصل بين شارع القشاشية وأجياد جهة باب على وما حولها وكل ما تم الرصف أو أوشك جاء السيل من أعلى مكة مخترقا شارع القشاشية فأزال الرصف في طريقه إلى أسفل مكة وأخيرا تم الرصف والحمد لله. هنالك تحرك الشيخ عبد الرؤوف فتقدم إلى المسؤولين بإكمال تجميل المسعى وذلك بإزالة السقف

<<  <  ج: ص:  >  >>