عليها وإخراجها للناس في هذا السفر الضخم العظيم الذي يتألف من حوالي سبعمائة صفحة. وقامت تهامة مشكورة بطبعها وإخراجها للناس عملا رائعا عظيما ينتفع به الناس في كل زمان ومكان. ولقد لاحظت أن مجلة الأحكام الشرعية لم تتعرض لأحكام الزواج والطلاق والأرث، ولم يورد المحققان الفاضلان تعليلا لذلك، ولكن هذا لا يطعن بحال من الأحوال في قيمة العمل العظيم والجهد الكبير الذى بذله المؤلف الفاضل في تدوين أحكام المجلة وأرجو أن يقوم من علمائنا الأفاضل من يستكمل وضع الأحكام التي لم ترد في المجلة لتكون استكمالا لهذا العمل العظيم الذى بدأه أستاذنا الكبير رحمه الله.
إنها صدقة جارية ادخرها الله تعالى لشيخنا الجليل الأستاذ أحمد لتظهر بعد أن مضى عليه ما يزيد على ثلاث وأربعين سنة وهو في رحاب الله تعالى فخرجت إلى الناس بريئة من العجب والادلال لأن صاحبها قد غادر هذه الحياة الدنيا إلى دار الجزاء والحساب. سليمة من الفخر وتقبل الثناء لأنَّ ما عند الله أبقى وأجزل مثوبة.
وقد توفى الشيخ أحمد رحمه الله في عام ١٣٥٩ هـ بمدينة الطائف بعد مرض طويل وفى فن في المقبرة الملاصقة لمسجد ابن العباس بعد الصلاة عليه في المسجد المذكور.
رحم الله أستاذنا الشيخ أحمد القاري بقدر ما أسدى للعلم وأهله وأحسن جزاءه في جنات عدن وشكر الله للأستاذين الفاضلين الذين قاما على مراجعة هذا العمل العظيم وتبويبه وترتيبه والتعليق عليه وإخراجه إلى النور لينتفع به الناس، وشكر الله لتهامة ما تقوم به من عمل طيب متواصل في نشر روائع العلم والأدب بين الناس.