للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبعا. والباب من خشب الساج المتين وملبس بصقائح الذهب المنقوش، وعلى الباب أربعة عشرة حلقة من حديد مموهة بالفضة في كل درفة سبع حلقات. والمسامير المضروبة على الباب مموهة بالذهب المنقوش، وباطن الباب ملبس بالفضة.

وبعث المعتصم العباسى في سنة ٢١٩ للهجرة قفلا للكعبة ثمنه ألف دينار وأرسل إلى الحجبة عامل مكة صالح بن العباس فدعاهم ليقبضوا القفل الذى أرسله المعتصم ويسلموه القفل القديم على باب الكعبة ليرسله إلى الخليفة فأبوا وطلبوا منه أن يأذن لهم بالخروج إلى الخليفة فخرجوا إليه وكلموه فترك لهم قفلها وأعطاهم القفل الذى بعث به إليها فقسموه بينهم، أقول ولعل الأصح أنه ترك لهم القفل القديم فقسموه بينهم.

وفى سنة خمسمائة وخمسين للهجرة بعث المقتفي العباسي بابا للكعبة مصفحا بالنقرة المذهبة وأخذ المقتفي الباب الذى كان قائما على الكعبة فصنع منه تابوتا لنفسه أوصى أن يدفن فيه إذا مات وقيل أن الباب الأول عمل منه تابوت لوزير المقتفي جمال الدين المعروف بالجواد وحمل فيه إلى المدينة ودفن بها.

هذا وقد تنافس الملوك والخلفاء في صنع الأبواب للكعبة عبر عصور التاريخ ونحن نذكر هنا بعضا منها.

صنع الملك المظفر صاحب اليمن بابا للكعبة وعليه صفائح الفضة وقد بلغت زنتها ستون رطلا ولم يذكر الفاسي تاريخ هذا الباب.

وفي سنة سبعمائة وثلاثة وعشرين صنع الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر بابا للكعبة مصفحا بالفضة وكان عليه من الفضة خمسة وثلاثين ألفا وثلاثمائة درهم والباب مصنوع من خشب السنط الأحمر، وقد أمر صاحب مصر بقلع الباب الذى صنعه الملك المظفر صاحب اليمن وتركيب الباب الذى أرسله قلاوون بدلا منه.

وفى سنة سبعمائة وواحد وستين أمر الملك الناصر حسن بن الناصر قلاوون بصنع باب الكعبة بمكة المكرمة وهو من خشب الساج وما لبث أن قلع منها في سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>