للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحكم بين الرجلين فكلاهما قد غادر هذه الحياة الدنيا إلى رحاب الله الذى نسأله لهما الرحمة والغفران.

وقد رأيت الشيخ باسلامة حينما انتقلت إلى مكة المكرمة بها وكنت من المواظبين على ارتياد المكتبات بباب السلام وكان هو يحضر لزيارة الأستاذ عبد الله فدا رحمه الله وهو أديب وصاحب مكتبة فكنت أراه في الأصائل يجلس في مكتبة الفدا ويتجاذبان أطراف الحديث.

ثم رأيت الشيخ باسلامة مع أعضاء مجلس الشورى في جلسة طويلة دعى فيها الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله أعضاء المجلس جميعا إلى عشاء في بستانه بالطائف وكانت هذه الجلسة حافلة بالطرائف التي كانت تحفل بها مجالس الأعيان والأفاضل من المكيين وكان مما يدور فيها ويتندر به الحاضرون أن أحدهم ينشد بيتا من الشعر فينشد الثانى بيتا يبدأ بالحرف الأخير من البيت الأول وينشد الثالث بيتا يبدأ بالحرف الأخير من إنشاد الثانى وهكذا حتى يكتمل الإنشاد من قبل الحاضرين جميعا في المجلس ولتمثيل هذه المجالس للقارئ نفترض أن أول من ابتدأ الانشاد أنشد البيت الآتى:

عيون المهابين الرصافة والجسر … جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

فينشد الثانى بيتا يبدأ بالراء المكسورة فيقول مثلا:

ريم على القاع بين البان والعلم … أحلّ سفك دمى في الأشهر الحرم

فينشد الثالث بيتا يبدأ بالميم فيقول:

من راقب الناس مات غما … وفاز باللذة الجسور

وهكذا يستمر الحاضرون في الإنشاد دون توقف وإلا تحول الإنشاد إلى التالى وهكذا كان يتخلل هذه الجلسات الكثير من المرح والطرائف فإذا انتهى الإنشاد اختاروا حرفا من الحروف وبدأوا بالسؤال عن اسم مدينة مثلا يبدأ بهذا الحرف ولنفترض أن هذا الحرف هو الألف فتذكر اسم المدينة (الطائف - فيسئل مثلا ما هي ميزتها؟ فيجيب ارتفاعها ثم يسئل من تعرف فيها؟ فيكون الجواب مثلا

<<  <  ج: ص:  >  >>