للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شامخات إذا تطامن بحر … أو تنزى به عرام الحقود

من له بالنجوم بالبدر بالشمس اليست بصيرة وهو اعمى

من له بالطيور تسبح في الجو خفافا معنى وروحا وجسما

من له بالنسيم بالريح بالعاصف تغزو الحياة حربا وسلما

ثم:

حدث الليل قال واستقبل العاصف هذا الطاغى الجهول وهما

همَّ فارتَدَّ فارتمى فطوى الدنيا حياة ومسرحا وخضمَّا

هذه هي المعركة مفاخرة بين العناصر تنتهى بالعاصف يثور على البحر فيطويه فاذ بالبحر يلفظ كلما اشتمل عليه وإذا شطآنه ساكنة هادئة، وإذا به يرجف من هول ما لقي من العاصف فيرتد إلى قرار مهين.

واستنجد البحر فلانا أو قال طودا أشمَّا

معلنا ضعفه وقد آنس الموت عيانا يدعو الضراعة حزما

وترامى إليه يلتمس العون والقى قياده واستذما

قال هيهات أن يجير من العاصف طود يرى غرورك جرما

بيد اني محاول لك ما رمت وملق على سجاياى غرما

هكذا وسط البحر الطود حتى يرحمه العاصف مما حل به من المصائب والخذلان، فيمشى الطود بالوساطة الكريمة التي تنتهى بعفو العاصف عن البحر فكم كان هذا العاصف كريما عظيما.

حدث الليل قال ما أكرم العاصف، ما أكرم القوى الرحيما

والقصيدة كما ترى فن مبدع في وصف خواص العناصر الطبيعية في أسلوب مفعم بالحماسة والمفاخرة يذكرنا بالملاحم اليونانية في الالياذة عن أساطير اليونان.

ولم يكتف حمزة بهذه الملحمة التي لخصناها عن البحر والعاصف والتى يرويها بلسان الليل فاتبعها بملحمة عظمى تتكون من خمس وأربعين مقطوعة وتزيد

<<  <  ج: ص:  >  >>