مشرفا على تحرير الصفحة الأدبية بالندوة، كانت القصيدة غزلية كما ذكرت تعود إلى عهد الشباب وكانت قد نشرت قبل سنوات طويلة في جريدة صوت الحجاز في الخمسينات، وكتبت إلى عبد السلام رسالة أعاتبه فيها على نشر هذه القصيدة التي جعلتني أشعر بالحرج أمام أولادى وأرسلت إليه قصيدة طويلة بعنوان التجاريب اشترى بها نفسي منه حتى لا يعود إلى نشر أمثال القصيدة السابقة، ولم يكن من عبد السلام إلا أن قام بنشر الرسالة والقصيدة معا .. ثم حضر إلى جدة فسألته عاتبا ما هو الداعي لنشر الرسالة؟ ألم تكتف بالقصيدة التي نشرت على حلقتين؟
قال في حماسة وانفعال هذا أدب الرسائل .. ثم أضاف وهذا هو رأى الأستاذ صالح جمال وإلى هنا نستطيع أن نعتبر الحادث عاديا، ولكن الذى حدث بعد ذلك أني كتبت إليه منذ عام تقريبا أخبره أننى أقوم بإعداد ديواني للطبع وسألته أن يبعث إلي بنسخ من القصائد التي يحتفظ بها من شعري أو التي تصل يده إليها. ولم يرد عبد السلام على هذه الرسالة وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي لا يرد فيها، وبعد فترة بسيطة أرسل الي الجزء الثالث من موسوعته الأدبية وبمطالعتها أدركت أن عبد السلام لم يمتنع عن الرد إلا لأنه أراد أن يحتفظ لموسوعته الأدبية بما لديه خاصة إذا كان البعض من أمثالي لا يحتفظون لأنفسهم بما يحتفظ به هو عنهم.
ولقد كنت انتظر صدور الجزء الرابع من الموسوعة الأدبية وكنت على ثقة انني ساجد فيه بعضا مما فقدت، ولكن المنية أدركت عبد السلام رحمه الله قبل إصدار الجزء الرابع الذى لعله يكمل موسوعته الأدبية واغلب الظن أن هذا الجزء مكتمل لديه لأنه ذكر في الجزء الأخير من الموسوعة أنها ستكون من أربعة أجزاء.
ونعود الآن إلى الموسوعة نفسها أو إلى ماصدر منها من أجزاء.
لقد ذكرت أن الجزء الثالث يضم آثار خمسة وثلاثين اديبا وشاعرا، ويضم الجزء الثاني آثار واحد وثلاثين أديبا وشاعرا، ولا شك أن الجزء الأول يضم هذا العدد أو ما يقرب منه، ولعل الجزء الرابع والأخير يضم مثل ذلك ونستطيع أن نقدر أن عدد