خلعه أهل الحجاز عن الملك وتولية ابنه الملك علي بن الحسين ملكا على الحجاز اتخذ الملك علي من جدة عاصمة له وكانت جدة معرضة للحصار من قبل جيوش السلطان عبد العزيز آل سعود الذى استولى على الطائف واستسلمت مكة له دون حرب وكانت الحرب مستمرة بين الهاشميين والسعوديين في جدة إلى إن تم الصلح بين الطرفين في جمادى الثانية ١٣٤٤ هـ وغادر الملك على جدة نهائيا ٣ جمادى الثانية ١٣٤٤ هـ ثم دخلها السلطان عبد العزيز آل سعود - جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله - وانتهت بذلك المحنة التي تعرضت لها البلاد (١).
وهكذا طاف بنا المؤلف عبر التاريخ لنرى كيف تقلبت الأحوال بمدينة جدة عسرا وشرا وحربا وسلما وخوفا وأمنا فسبحان من له البقاء والدوام والعزة والملكوت.
كان الحكم في الحجاز وخاصة في العهد العثماني مناصفة - إذا صح هذا التعبير - بين أمراء مكة الذين جرت العادة على إسناد الإمارة إليهم وهم من الأشراف، والولاة الأتراك الذين تختارهم الحكومة العثمانية وترسلهم من قبلها. وكان أمير مكة يعين له وكيلا في جدة يطلق عليه لقب - الوزير - وكان أمراء مكة من الأشراف يناط بهم شئون البادية والأعراب والمحافظة على الامن وخاصة في الطريق بين مكة وجدة وبينهما وبين المدينة الذى تعبره قوافل الحجاج إلى جانب إدارة الأمور في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وكان مقر الولاة الأتراك في جدة وكان هؤلاء منوطا بهم الشؤون الإدارية والمالية المتعلقة بجباية الضرائب الحكومية والرسوم الجمركية وإدارة شئون جدة من النواحى الإدارية والعسكرية والمالية، وكان لأشراف مكة معاليم تدفع لهم من واردات جدة ويبدو أن هذه المعاليم مرتبطة بنسبة ما يتحقق من الواردات التي كان أهمها الرسوم الجمركية ولما كانت الواردات المالية تستوفى بجدة فإن شريف مكة يتسلم استحقاقاته بواسطة وزيره في جدة من الوالي التركي.