للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى التوفيق بين الأحاديث المتعارضة وبيان رتبة الأحاديث وعزوها إلى مخرجيها مما كان تبصرة للمبتدئ وتذكرة للمنتهي والكتاب مفصل تفصيلا وافيا والمجلد الأول خاص بالعبادات. وقد قسمت إلى أبواب مفصلة تفصيلا دقيقا كاملا، يبتدئ فيه بذكر الحديث ثم شرح المعنى الاجمالى له ثم التحليل اللفظي لالفاظ الحديث ويختتم البحث بفقه الحديث، والكتاب يشبع المواضيع التي يتعرض لها بحثا وتفصيلا وهو من أجل الكتب التي تفيد طلاب العلم والدارسين كما يرجع إليها طالب المعرفة، وقد اطلعت على مجلدين من الكتاب المذكور حتى الآن.

أن المطلع على مؤلفات السيد علوى رحمه الله يخرج منها بفوائد جمة، فهو أولا يشبع الموضوع الذى يتناوله بحثا فلا يترك جانبا من جوانبه إلا وقد ألقى الأضواء عليه وبينه البيان الشافى الوافى وهو أمر يدل على تمكن الرجل من الأمور التي يعالجها والإحاطة التامة بالمباحث التي يتعرض لها فلا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وبحليها.

الأمر الثانى الذى يظهر للمتأمل في هذه المؤلفات تمكَّن الرجل من علوم الحديث الشريف وهو المكمل للكتاب الكريم، والشارح لما أجمله القرآن من الأحكام والمفصل لكيفياتها وجزئياتها.

ونكتفى بهذا القدر من الكلام عن مؤلفات السيد علوى رحمه الله فليس من غرض هذه الترجمة الاحاطة بكلما كتب وألَّف وإنما المراد هو إعطاء فكرة عن إعمال الرجل وانجازاته ليستطيع القارئ رسم صورة مصغرة له في ذهنه أن كان من لم يسعدهم الحظ بمعرفته ولقائه.

هذا وقد توفى السيد علوى مالكي رحمه الله في منتصف ليلة الأربعاء في الخامس والعشرين من شهر صفر عام ١٣٩١ هـ عن ثلاثة وستين عاما، اثر نوبة قلبية، رحم الله السيد علوى مالكي فقد وهب حياته كلها للعلم طالبا ومعلما وواعظا وداعيا إلى الله وقد دفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة في اليوم التالى وكانت لوفاته

<<  <  ج: ص:  >  >>