أقول: لقد أدكت مبنى الحميدية، وكان مجمعا للدوائر الحكومية في الدور العلوي منه مجلس الشورى، وفي الدور الأرضى منه إدارة الأمن العام، والمحكمة المستعجلة، وكتابة العدل، وغيرهما من دوائر الحكومة، وكان هذا المبنى كما وصفه الحضراوي بجوار التكية المصرية مقابل المسجد الحرام، وكان من أجمل المباني منظرا، وأحسنها عمارة، وقد أُزيل وأُدخل مكانه في التوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام.
أما دار الطبع فقد كانت خلف الحميدية، وكانت بها إدارة ومطابع جريدة أم القرى، وقد أُدخلت كذلك في التوسعة السعودية للمسجد الحرام.
ومما ذكره الحضراوي: يبدو أن المشير عثمان نوري باشا كان رجلًا حازمًا مصلحًا، واسع الذهن، فقد أزال حكم الشريف عبد المطلب الذي كان يشكو من جوره أهل مكة بحركة عسكرية، ولم يكتف بهذا فقام بإنشاء الخدمة البرقية بين مكة وجدة والطائف، كما أدخل الطباعة في مكة المكرمة، وحمع الدوائر الحكومية في مكان واحد، وكل هذه الأمور تدل على سعة أفق الرجل وتطلعه إلى النهوض بالبلاد، وإدخال الجديد النافع إليها.