للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: مسجد عكاش يقع في قلب مدينة جدة له باب على السوق الكبير وباب آخر على شارع قابل وهو غني عن التعريف، وقد ذكر عبد القادر آل فرج صاحب كتاب "السلاح والعدة في ثغر جدة" الذي ألف كتابه في القرن الحادي عشر الهجري أنه كان يوجد بجدة على ساحل البحر مسجد يعرف بمسجد الدامغاني وكان هذا المسجد ملاصقًا لبيت الشريف حسن أبى نمي، وسمى هذا المسجد باسم الدامغاني. ذلك أن الدامغاني وهو تاجر من تجار جدة قام بتعمير هذا المسجد بعد ذلك، وقد جدد بناء هذا المسجد عكاشة أباظة، فنسب إليه، ويرجح الأستاذ عبد القدوس الأنصاري أن مسجد الدامغاني هو نفس مسجد عكاش الحالي (١٧٤).

أقول: إذا كان هذا المسجد على ساحل البحر في القرن الحادي عشر الهجري فإن ما توقعه الأستاذ الأنصاري صحيح لأن البحر في ذلك العهد كان ممتدًّا إلى داخل المدينة اليوم، ونستطع أن نستخلص من هذا أن المسجد كان في القرن الحادي عشر الهجري موجود على ساحل البحر، وأن الدامغاني كان قد قام بتعميره، فنسب إليه في ذلك الزمان، ثم جاء عكاشة أباظة بعد ذلك فجدد بناءه.

ومسجد عكاش في الوقت الحاضر يتولى شئونه آل الهزاز في جدة وكبيرهم في الوقت الحاضر الأخ الشيخ عمر أحمد الهزاز، وللمسجد أوقاف موقوفة عليه يصرف منها على عمارة المسجد وإصلاح شئونه وصرف المرتبات للقائمين عليه من الأئمة والمؤذنين والمنظفين.


(١٧٤) موسوعة تاريخ مدينة جدة: ص ٤٢٧، ٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>