فجمعوا بها في سنة خمس عشر وتسعمائة (هجرية)، واستمرت إلى أن زرت الزيارة الثانية في السنة التي بعدها سنة سبعة عشر وتسعمائة (هجرية) وهي موجودة بعد ذلك في غير المسجد الكبير الذي فيه ضريح حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس - رضى الله تعالى عنهما - فإنه منفرد عن القرى وسط التربة، ويصعب على أهل البلد التوجه إليه لبعده عن بعضهم، وكونهم لا يسمعون النداء منه، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
يقول المؤلف: وكأنه أراد بالمسجد الذي أقيمت فيه أخيرًا مسجد الجمعة الكائن بالسلامة، وقد استمرت إقامة الجمعة، وخطباؤه جماعة من بيت الفتيحي، واستمر انقطاع الجمعة بالمسجد العباسي إلى أثناء سنة أربع وخمسين وألف (هجرية) ثم أقيمت به، وكان السبب في ذلك أن المرحوم الشريف زيد بن محسن صاحب مكة وصل إلى الطائف في ذلك العام في جع من أهل مكة وأعيانها كقاضى مكة حسن أفندي بياضى، وشيخ الحرم محمد أغا. ومفتيها الشيخ حنيف الدين المرشدي، وكثر الواردون إلى الطائف من أهل مكة بحيث ضاق عليهم مسجد الجمعة الكائن بالسلامة فأمر بإقامتها في مسجد سيدنا عبد الله بن عباس - رضى الله تعالى عنهما - صاحب مكة الشريف زيد بن محسن فباشر به خطيب مسجد الجمعة وهو أحمد الفتيحى في ثالث جمادى الأولى سنة ١٠٥٤ هـ (٢٠٤).