المجموعات الكهربائية - في مكة المكرمة وبذلك يسر على الناس إنارة بيوتهم أو محلاتهم التجارية، وإني لأذكر مدينة جدة والإنارة الكهربائية مقتصرة فيها على بيوت السفارات ولم يكن في مدينة جدة كلها مكينة كهربائية إلا في بيت الشيخ محمد نور جوخدار. وكان من أوائل المواطنين الذين أدخلوا الكهرباء إلى بيوتهم وأذكر أن الحاج عبد الله على رضا حينا احتفل بزواج ابنه - معالي الشيخ محمد عبد الله رضا - وزير التجارة الأسبق - قام الشيخ محمد نور جوخدار بمد النور الكهربائي من منزله إلى منزل الحاج عبد الله على رضا لهذه الغاية كما أن آل قابل كانوا من أوائل الناس الذين أدخلوا الكهرباء لا إلى منزلهم فحسب وإنما قاموا بإنارة شارع قابل المعروف باسمهم حاليا وزودوا كل دكان مصباح للإضاءة ومروحة كهربائية. وكان هذا العمل في ذلك الوقت يعتبر فتحا جديدا لأنه أتاح الإنارة الكهربائية والتهوية لشارع كامل. وبهذه المناسبة فإن هذا الشارع كان قد قام بتعميره الشريف الملك الحسين بن على أبان العهد الهاشمي الأول وفي عهد الملك على بن الحسين اشتراه آل قابل من الحكومة ومن الملك على شخصيا رحمه الله لأنه كان محتاجا إلى المال والتموين لصرف أغذية ومرتبات الجنود أثناء الحصار الذي كان مضروبا على مدينة جدة خلال الحرب الهاشمية السعودية.
نعود الآن إلى المرحوم عبد الله باحمدين فنقول إنه بعمله هذا في إدخال التطور الحضاري على تجارة مكة المكرمة فقد يسر للراغبين الحصول على المكائن الكهربائيه لإنارة بيوتهم ومحلاتهم بما يتبع هذه الإنارة من تهوية وتبريد وأني لأذكر أن هذه التجارة كانت محصورة في أيدي البيوت التجارية الأجنبية فإذا رغب المرء في شراء مكينة كهربائية ذهب إلى أحد هذه البيوت التجارية وطلب مترجما للدخول على المدير الإنجليزي وبعد شرح الطلب يدفع معظم القيمة التي