للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: فيأتِى القِردُ إلَى نَسيبِه وقَريبِه مِنَ الإنسِ فيَحتَكُّ به ويَلصَقُ، ويَقولُ الإنسانُ: أنتَ فُلانٌ؟ فيُشيرُ برأسِه، أى نَعَم. ويَبكِى، وتأتِى القِردَةُ إلَى نَسيبِها وقَريبِها مِنَ الإنسِ فيَقولُ لها الانسانُ: أنتِ فُلانَةُ؟ فتُشيرُ برأسِها؛ أى نَعَم. وتَبكِى، فيَقولُ لَهم الإنسُ: إنّا حَذَّرناكُم غَضَبَ اللهِ وعِقابَه أن يُصيبَكُم بخَسفٍ أو مَسخٍ أو ببَعضِ ما عِندَه مِنَ العَذابِ. قال ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما-: فأسمَعُ اللهَ تَعالَى يقولُ: {أَنْجَيْنَا (١) الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: ١٦٥]. فلا أدرِى ما فعَلَتِ الفِرقَةُ الثّالِثَةُ. قال ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما-: فكَم قَد رأينا من (٢) مُنكَرٍ فلَم نَنهَ عنه. قال عِكرِمَةُ: فقُلتُ: ألا تَرَى -جَعَلَنِى اللهُ فِداءَكَ- أنَّهُم قَد أنكَروا وكَرِهوا حينَ قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} فأعجَبَه قَولِى ذَلِكَ، وأمَرَ لِى ببُردَينِ غَليظَينِ فكَسانيهِما (٣).

٢٠٢٢١ - أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ النُّفَيلِىُّ، حدثنا يونُسُ بنُ راشِدٍ، عن علىِّ بنِ بَذيمَةَ، عن أبى عُبَيدَةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ


(١) في النسخ: "فأنجينا" بالفاء، وفي حاشية الأصل: "كذا، أنجينا، التلاوة بغير فاء".
(٢) ليس في: س، م.
(٣) المصنف في المعرفة (٦١٤٠)، والحاكم ٢/ ٣٢٣، ٣٢٤ وصححه ووافقه الذهبى. وأخرجه ابن أبى الدنيا في العقوبات (٢٢٦)، وابن جرير في تفسيره ١٠/ ٥٠٧ من طريق يحيى بن سليم به. وابن أبى حاتم في تفسيره (٨٤٥٥)، وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٣٣٠ من طريق ابن جريج به.