للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحَربِ، وأعطَى عامَ خَيبَرَ نَفَرًا مِن أصحابِه مِنَ المُهاجِرينَ والأنصارِ، أهلَ حاجَةٍ وفَضْلٍ، وأكثَرُهُم أهلُ فاقَةٍ، نَرَى ذَلِكَ -واللَّهُ أعلمُ- كُلَّه مِن سَهمِهِ (١).

قال الشيخُ: أمّا إعطاؤُه المُؤَلَّفَةَ ففيما:

١٣٠٧٦ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ (٢) بنُ صالِحِ بنِ هانِئ، حدثنا السَّرِىُّ بنُ خُزَيمَةَ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، [حدثنا وُهَيبٌ] (٣)، حدثنا عمرُو بنُ يَحيَى، عن عَبّادِ بنِ تَميمٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ زَيدِ بنِ عاصِمٍ قال: لَمّا أفاءَ اللَّهُ على رسولِه يَومَ حُنَينٍ ما أفاءَ قَسَمَ في النّاسِ في المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم، ولَم يَقسِمْ، أو لَم يُعطِ الأنصارَ شَيئًا، فكأنَّه وجَدَ إذ لَم يُصِبْهُم ما أصابَ، أو كأنَّهُم وجَدوا إذ لَم يُصِبْهُم ما أصابَ النّاسَ، فخَطَبَهُم فقالَ: "يا مَعشَرَ الأنصارِ، ألَم أجِدْكُم ضُلَّالًا فهَداكُمُ اللَّهُ بى؟ وكُنتُم مُتَفَرِّقينَ فألَّفَكُمُ اللَّهُ بى؟ وعالَة فأغناكُمُ اللَّهُ بى؟ ". قال: كُلَّما قال شَيئًا قالوا: اللَّهُ ورسولُه أمَنُ. قال: "ما يَمنَعُكُم أن تُجيبوا؟ ". قالوا: اللَّهُ ورسولُه أمَنُ. قال: "لَو شِئتُّم قُلتُم: جِئتَنا كَذا وكَذا. ألَا تَرضَونَ أن يَذهَبَ النّاس بالشّاةِ والبَعيرِ وتَذهَبونَ برسولِ اللَّهِ إلَى رِحالِكُم؟! لَولا الهِجرَةُ لكنتُ امرأً مِنَ الأنصارِ، ولَو سلَكَ النّاسُ واديًا أو شِعبًا لَسَلكتُ وادِى الأنصارِ وشِعبَها، الأنصارُ شِعارٌ والنّاسُ دِثارٌ (٤)، إنَّكُم سَتَلقَونَ بَعدِى أثَرَة فاصبِروا حَتَّى تَلقَونِى على الحَوضِ" (٥). رَواه البخارىُّ في


(١) المصنف في المعرفة عقب (٤٠٠٢)، وهو في الأم ٤/ ١٤٧.
(٢) في س، ز: "أحمد".
(٣) سقط من: م، وفى س، ز: "ثنا وهب". وينظر تهذيب الكمال ٣١/ ١٦٤.
(٤) الشعار: الثوب الذى يلى الجسد، والدثار فوقه. ينظر غريب الحديث لأبى عبيد ١/ ٣١١.
(٥) أخرجه أحمد (١٦٤٧٠) من طريق وهيب به.