للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم (١)، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم، فقال عمرو ابن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج. (٢)

" التعليق:

هذا الموقف من أعظم الحجج على المبتدعة الذين يحاولون مغالطة الناس بتقسيم البدعة إلى حسنة وغير حسنة، فإن هذا الأمر الذي أنكره أبو موسى أول ما رآه، وابن مسعود بعد ما شاهده بالنسبة للبدع التي في زماننا أمر يسير، فلا أدري ماذا يكون موقفه لو شاهد الطامات الكبرى التي عليها مبتدعة أهل وقتنا والله المستعان.

فصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سدوا المنافذ على المبتدعة في كل زمان، وحذروهم كل التحذير، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

انظر رحمك الله معي هذه القصة وتأملها ولا تغتر بمن طعن فيها، هذا أبو موسى يفزع مما رأى ويركض ليخبر أبا عبد الرحمن بالحادث الذي


(١) أحمد (١/ ٤٠٤) والترمذي (٤/ ٤١٧ - ٤١٨/ ٢١٨٨) وقال: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه (١/ ٥٩/١٦٨).
(٢) الدارمي (١/ ٦٨ - ٦٩) ورواه الطبراني (٩/ ١٣٦/٨٦٣٦) مختصرا، وبنحوه عند ابن وضاح في البدع (ص.٤٠). وانظر مجمع الزوائد (١/ ١٨١) والباعث على إنكار البدع والحوادث (ص.٦٣ - ٦٥) والاعتصام (١/ ١٧٥) والاقتضاء (٢/ ٦٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>